جودي عياش: تأسيس وإدارة منصة حكايا
نشأتُ في بيتٍ دافئ، وكبرتُ برفقة شقيقاتي بمحبة وعطاء.عشتُ أحلاماً تناثر منها مع مرور الزمن وأخرى مازالت تسرحُ في مخيلتي الملونة.
أمضي رحلة الحياة في محطات متعددة، بين قبول ورفض، بين حالة من الروحانية وأخرى من السأم، بين من كنت في الماضي ومن أصبحت عليه اليوم، بين ما أتمناه وما يمكنني تحقيقه، وأحاول أن أبدأ من جديد وأبتسم مرة أخرى في وجه الشمس.
تخرجتُ من كلية الاقتصاد وقضيت خمس سنوات في ميدان البنوك في سوريا. في نهاية عام 2012، تغيّر مسار حياتي عندما اضطررت لمغادرة سوريا برفقة زوجي متّجهين إلى مصر لبدء فصل جديد في حياتنا.
عملتُ كصحفية ومذيعة في إحدى المحطات الإذاعية بالقاهرة .لقدكان عملاً مختلفًا تمامًا عن مساري المهني السابق، إلاّ أنّه لم يقلّ متعةً وتنوعاً.
بعد ذلك تاحت لي فرصة في ألمانيا لم تكن تحتمل التردد، للعودة إلى قطاع البنوك مجدداً والعمل في أحد البنوك الألمانية لمدة سنتين.
منذ عام 2014، استقرّت رحلتي في مدينة بيليفيلد الألمانية. هنا، في هذه الرحلة، اندمجت بين ثقافات مختلفة وأساليب حياة جديدة. وأضفتُ إلى حياتي أثراً جميلًا وأصبحتُ أمّاً لطفلٍ أسميناه “نسيم”
“منشأ فكرة “حكايا
نشأت فكرة “حكايا” بفضل تجربتي كـ أم ٍ ذات أصول مهاجرة. أثناء قراءتي لطفلي قصصًا باللغة الألمانية، أوصلتني أسئلته الفضولية إلى عالم الخيال الجميل الذي تحمله هذه القصص.
بالمقابل، بدأت البحث عن قصص بلغتي الأم مثلما يسعى أي مهاجر للحفاظ على لغته مع أبنائه، وبما أن القصص تساهم في بناء ثروة من المفردات ستساعد طفلي في تطوير مهاراته اللغوية وتساهم في تعزيز معرفته بلغة جديدة، بجانب اللغات التي سوف يتقنها.”
وأثناء بحثي واجهت صعوبات في العثور على قصص عربية في بلاد المهجر تلبي احتياجات الأطفال وتعزز أساليب التربية المبنية على التفاعل الحواري والتعبير عن الذات، والتي يمكن أن تساهم في تسهيل تعلم الطفل للغة العربية الأم.
خلال مجموعة من الحوارات مع أمهات ناطقات باللغة العربية، أدركت وبوضوح أهمية توفير قصص تلبي احتياجاتهم، وتسهم في تعزيز التواصل بين الأطفال وأسرهم، وفهم الأطفال محيطهم ووطنهم الجديد.
لم يكن توفير هذه القصص مجرد رغبة شخصية من جانبي فقط، بل كان يعكس احتياجًا مشتركًا بين العديد من الأهالي العرب
في الواقع، هذه التجربة جلبت معها العديد من الأسئلة والأفكار، جنبًا إلى جنب مع تجربة الأمومة التي دفعتني نحو فكرة إنشاء الكتب الصوتية المترجمة عن قصص الأطفال الألمانية . هنا بدأت بكتابة هذه الفكرة حتى أصبحت رسالتي التي أؤمن بها وأسعى لتحقيقها.
يتطلع شغفي إلى المساهمة في دعم الأسر المهاجرة، وخاصة الأطفال، من خلال مشروعي الذي يهدف إلى توفير الدعم والمساعدة لهذه الأسر.
تسعى “حكايا” إلى اختيار مجموعة متنوعة من سلاسل قصص الأطفال الألمانية وترجمتها إلى العربية مع التركيز على مواضيع ذات الصلة بشؤون الأطفال والتي تتلاءم مع ثقافتهم. هذا الجهد يهدف إلى تعزيز التواصل بين الأهالي وأطفالهم، ويوفر دعماً قيمياً وتثقيفياً للأطفال العرب. وبالتالي، يسهم في تعزيز التفاعل الإيجابي مع بيئتهم الجديدة ويعزز أسلوب التربية الحديث القائم على الحوار مع الطفل وتعبيره عن مشاعره واحتياجاته. كما يلعب دوراً حيوياً في توعية الأطفال ليحموا أنفسهم من أي استغلال.